نظراتُ ورقةٌ بيضْاء تُقلقني.. وَكَأَنَّهَا تُريد عَصْر دِماغِي كَي أكْتُبَ
وقلمٌ يَصْرَخُ: أطلق عَنَانِي لَقَد جَفّ حبري
كَيْفَ؟ وَأَنَا حَائِرٌ.. أَجَبْت لِكلاهُما
نَحْنُ مِنْ نَسْأَل.. كَيْفَ لَم تَكْتُبْ التَّعَازِي بعدْ؟
لِمَن؟ وَكَيْفَ؟
هَل نَفَذَت مِنْك الْكَلِمَات؟
لَا وَبِحَقّ كُلَّ مظلومٍ عَلَى وَجْهِهِ الْأَرْض
إذاً.. اُكتب وَدَع الاغلالَ، لَمْ تَكُنْ يوماً عبداً واعْتلي سَمَاءَك الصَّافِيَة بجناحيّك المُتضْامنة
بَعْدَ هَذَا الْحَدِيثِ بَيْنِي وَبَيْنَ الْوَرَقَة وَالْقَلْم.. أكْتُب التَّعَازِي وأبعثها بِكُلّ حزنٍ إلَى
ـــ اهلٌ مَرَّ بِهِمْ وَلَا زَالَ عُنْفُوَانُ إمْبِراطُورِيَّةٌ أَرَادَت الْحَيَاةَ لِرعاياها وَالْعُبُودِيَّةِ لمحمياتِها. هِي عُنْوَانُ الدِّيمُقْراطِيَّة وَحَبْلُ مَشنقة لأحرَّار الْعَالمْ، ولَا زَالَتْ صُوَرُهُم فِي مَتاحفِ الذِّكْرَيَات لمْلايين الْبَشَر شاهدةٌ عَلَى جرائمها.. هِي الإمْبرَاطُورِيَّة البِريطَانِيَّة
ـــ لكلِ مِنْ غَدَرَ بِهِمْ كَذَبَ الإمْبرَاطُورِيَّة، وَأَخَصُّ العُربَ مِنْهُم.. حِين اُرسل لَهُم ضَابِطٌ بدى أَنَّهُ مِنْهُمْ، يَلْبَسُ لِباسيهم وَيَتَكَلَّم لِسَانِهِم، بَيْنَمَا فِي غُرَفٌ عَتَمَة وبضوءِ شَمْعِه كَانَ هُنَاكَ مَنْ يَرْسُمُ حدوداً عَلَى خارطةٍ لِتقاسم الْغَنِيمَة، كَانُوا موظفون.. الإمْبرَاطُورِيَّة البِريطَانِيَّة
ـــ لِسَعِيد وسعيدة الَّتِي سُلبت مِنْهُم السَّعَادَة، كَانُوا أصحابَ ديارٍ عَامِرَة ثُمّ أَصْبَحُوا ارقاماً فِي سِجِلٍّ لاجئين.. وَعَدُوّهُم بالعْودةِ لِبُيُوتِهِم ومزارعِهمْ بَعْد أسبْوع أَو أُسْبُوعَيْن، وَهَا هِي تَمرُ بِهِم الْعُقُود حَتَّى أنَّ وَصَلَتْ سبْعة. مشقةٌ وعَناءٌ هُم ضَحَايَا.. الإمْبرَاطُورِيَّة البِريطَانِيَّة
ـــ لأُمةٍ بِتَأَخُّرِهَا وَرَجَعْتِهَا وخوْضِها فِي متْهاتٍ قبليةِ وعْودتُها لِعصر الْجَاهِلِيَّة، زُرعت بَيْنَهُم الْفِتْنَةَ الدَّائِمَة بِقَوْلِ أَنَّ كُلَّ مَحْمِيَةٍ مِنْهُم هِي سيدةُ مَكَانَهَا، اوهامٌ أَوْصَلْت حضارتِهم لِخَبَر كَان، وَأَضْحَى الوحلُ مَسَاكِنِهِم بَيْن الْأُمَم. كُلّ مكرِ مِن: «فرق تسدّ» هُوَ شِعَارُ.. الإمْبرَاطُورِيَّة البِريطَانِيَّة
ـــ لِكُلّ الأمّهات الثْكالى والعْائِلات الْمُصَابَة بفقدانِ أبناءِها، واخصُ أهلُنا فِي فِلَسْطِينَ الحبيبة عَلَى يَدِ الِابْنِ المُدللِ لاِستبداديةٌ أَرَادَتْ أَنْ يَكُونَ سيفُها الْقَاتِل هِي الصِّهْيُونِيَّة الشِّرِّيرَة، بَعْدَ مَا زَرِعَت بَيْنَ الْأَهْلِ المُسالمْين، مُجرمْين تدرّبوا عَلَى سَفْحِ دِمَاءِ الأبرياءِ عَلَى يَدِ اُمِهم.. الإمْبرَاطُورِيَّة البِريطَانِيَّة
هَذِهِ هِيَ التَّعَازِي الَّتِي أرسلُها بِمَوْتِ الْمَلَكَة.. رَحِمَ اللَّهُ كلَّ الشُّهَدَاء الاحرَّار فِي الْعَالَمِ وَالْعَالِم الْعَرَبِيّ وَفِلَسْطِين الْجَرِيحَة