عبده التونسي 23 / 05 / 2023
عبر قرون أرادوا طمس أصول مدريد العربية ـ الإسلامية ـ الأندلسية، ولكن الحقيقة لا يمكن اخفاءها مهما حُرف التأريخ وحاول المُنتصر تزويره. اليوم وبالعلم واليقين اثبت أن ليس هناك أي اثار مدنية قبل تأسيس المُدينة (مجريط) من قبل الأمير الاموي القرطبي محمد الأول في القرن التاسع الميلادي

صباح يوم 22 أيار/مايو تم تقديم اثار البوابة الرئيسة للمُدينة «مجريط» للصحافة من داخل متحف معرض المجموعات الملكية، الذي تم انشاء مبناه ملاصقاً للقصر الملكي او بالأحرى على أنقاض الحصن الأول للمُدينة والذي امر بناءة الأمير محمد الأول كي يضمن الدفاع عن طليطلة إلى جانب العديد من أبراج المراقبة على طول الطريق المودي لطليطلة
أدرج معرض المجموعات الملكية، المقرر افتتاحه في 28 حزيران/ يونيو، صالة مكيفة حيث يمكنك رؤية الجزء الأقدم من جدار مدريد العربي، الذي بني في القرن التاسع. في المؤتمر الصحفي أوضح رئيس قسم الأسلحة الملكية التاريخية في القصر الملكي في مدريد ألبارو سولير، أن هذه الاثار تجعل مدريد العاصمة الأوروبية الوحيدة التي بها «آثار تأسيسية حقيقية»، مدريد هي «العاصمة الوحيدة في الإتحاد الأوربي التي لها ماض إسلامي تأسيسي، وهذا ما يميزنا» أكد السيد سولير

على وجه التحديد، في هذه الصالة من معرض المجموعات الملكية والتي بها الاثار محمية بزجاج كبير، ما يظهر للمشاهد هي جدران من القرن التاسع (850 ـ 886) مصنوعة من الطوب والصوان مع بعض الإضافات الكبيرة من الحجر الجيري. «هذا يذكرنا بشكل كبير، إلى حد ما، بالعمارة الرومانية حيث له مقصد قوة، هكذا كان الخلفاء في قرطبة يعملون عندما يقومون ببناء مبنى رسمي ويريدون الإشارة إلى أنه مبنى تمثيلي أو ممثل للقوة المركزية» اضاف السيد سولير. كما تم إضافة اكتشاف البوابة الاموية والتي صممت على شكل قوس حدوه، إلى مجموعة الاثار المعروفة، ويقول السيد سولير انه من المحتمل ان يكون القوس على شاكلة اقواس مسجد قرطبة، مطلي بالون الأبيض والاحمر عنوان للإمارة الاموية في قرطبة

بقايا السور (يصل ارتفاعه إلى 1.70 مترًا) وهو قيد الدراسة الدقيقة، اضافة لمبنيين، كانوا حصن للدفاع عن المدينة ضد ثورات ذلك الوقت في طليطلة. الزمن ترك لنا بقايا مرئية من هذه البوابة التي يبلغ عرضها ثلاثة أمتار، مما يعطي فكرة عن «قوة هذا التحصين»، وهو شيء «غير عادي حقًا، مما يعني أنه كان حصن قوي للغاية»، أشار السيد سولير

هي مشابهة جدًا لما في طليطلة، مشيرًا إلى أن مديرية العقارات «كبرت» الأرض لإعطاء فكرة على أن هذه القلعة تقع في مجرى الأنهار، أي أنها على حافة الوادي باتجاه نهر وادي الرمال والذي يسمى حالياً مانثاناريس. تم اكتشاف هذه الاثار في عام 1999 أثناء عمليات التنقيب وتم حمايتها بورقة إسفلتية حتى تم اكتشافها في عام 2018. وبالمثل، خلال هذا التنقيب، ظهرت أشياء من الحياة اليومية في هذه المنطقة من مدريد مثل أدوات من فخار وغيرها، والتي تم تخزينها في 200 صندوق وهي قيد الدراسة. بفضل هذا الاكتشاف، ظهرت «أجزاء من الخزف الصيني من القرن السادس عشر» (والتي سيتم عرضها أيضًا)، وتعود لقرون من بعد انشاء الجدار الإسلامي، «منطقة نبيلة جداً في المدينة» بجوار القصر الملكي بمدريد